تداعيات القصف الإسرائيلي على قطر .. ردود فعل دولية وغضب عربي متصاعد

كتب:محرر الشؤون السياسية

61

ولي العهد يؤكد لأمير قطر تضامن الأردن المطلق مع قطر في الحفاظ على أمنها

قطر: نبحث مع الشركاء في المنطقة الرد على الهجوم الإسرائيلي

كندا “تقيم” علاقتها مع إسرائيل بعد هجوم الدوحة

شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا واسع النطاق في المنطقة، حيث أعلنت وسائل إعلام دولية وعربية عن هجمات إسرائيلية شملت كلًا من غزة وقطر واليمن، وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى وتدمير البنى التحتية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير.

تأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه بعض الدول والهيئات الدولية التوسط لإنهاء النزاعات، بينما أبدت دول مثل كندا وبولندا والاتحاد الأوروبي قلقها من استمرار الهجمات الإسرائيلية، وأكدت إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل في ضوء هذه الأحداث.

وفي ضوء الأحداث التقى سمو الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني، ولي العهد، في الدوحة، الأربعاء، مع سموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وتأتي زيارة سمو ولي العهد إلى الدوحة نيابة عن جلالة الملك عبدﷲ الثاني، للتأكيد على تضامن الأردن المطلق مع قطر في الحفاظ على أمنها واستقرارها.

ونقل سموّه، خلال اللقاء، تحيات جلالة الملك إلى أخيه سمو الشيخ تميم، مشددا على أن أمن قطر من أمن الأردن، وأن المملكة تضع إمكاناتها كافة لمساندة الأشقاء في قطر. وأشار سمو ولي العهد إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية يقوّض جهود استعادة الاستقرار في المنطقة. وأعرب سموه عن تعازيه ومواساته لأمير دولة قطر بضحايا العدوان الإسرائيلي على الدوحة أمس.

التطورات في غزة 
أكدت مصادر في مستشفيات غزة سقوط 62 شهيدًا منذ فجر اليوم، بينهم 44 في مدينة غزة نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة. وفي مخيم النصيرات، أفاد مستشفى العودة بسقوط شهيدين و19 مصابًا بنيران المسيرات الإسرائيلية، في حين سجل مستشفى شهداء الأقصى إصابة 8 أشخاص في مدينة دير البلح نتيجة نيران المسيرات الإسرائيلية.

وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن العديد من عائلات غزة غير قادرة على النزوح بسبب المخاوف الصحية والأمنية والتكاليف الباهظة للنقل، مشيرًا إلى أن 55 ألف امرأة تواجه تحديات الحمل والولادة في ظروف كارثية وخطيرة للغاية. هذه التطورات تؤكد أن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع استمرار الحصار والغارات الجوية.

الهجوم الإسرائيلي على قطر
أدانت الأمم المتحدة العملية الإسرائيلية في قطر، حيث أعلن مجلس رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الهجوم يمثل خرقًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وينتهك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدًا أن العملية تقوض جهود السلام والاستقرار وتستهدف شخصيات سياسية خلال عملية تفاوضية.

وفي مقابلة مع “سي إن إن”، وصف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الهجوم الإسرائيلي بأنه إرهاب دولة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو كان يضيع الوقت بشأن الوساطة ولم يكن جادًا في إنهاء النزاع.

وأضاف أن هناك نقاشًا مستمرًا مع الشركاء الإقليميين حول الرد المناسب، مؤكدًا أن الرد الإقليمي سيكون حقيقيًا وضروريًا لوقف “بلطجة إسرائيل”.

كما أوضح أن الرئيس الأمريكي ترامب أرسل رسالة قوية بشأن القصف، مع تقديره لموقفه، لكنه شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عملية بعد الرسالة.

الوضع في اليمن
ذكرت وزارة الصحة التابعة لأنصار الله أن الغارات الإسرائيلية على محافظتي صنعاء والجوف أسفرت عن 31 إلى 35 قتيلا وأكثر من 131 مصابًا، في حين أكدت وسائل الإعلام المحلية سقوط ضحايا في قصف استهدف مبنى الأحوال المدنية في مدينة الحزم بمحافظة الجوف.

وتوضح هذه التطورات أن الهجمات الإسرائيلية لم تقتصر على الأراضي الفلسطينية فقط، بل امتدت لتشمل دولًا عربية أخرى، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

وأعلن وزير الخارجية الكندي ووزيرة الخارجية الكندية عن إعادة تقييم علاقات بلادهم مع إسرائيل بعد قصف الدوحة.

وفي سياق متصل، صرح السيناتور الديمقراطي كريس مورفي بأن قطر حافظت على علاقتها مع حماس بناء على طلب الولايات المتحدة، وأنها توسطت لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا أن الضربة التي وقعت في الدوحة أمس غير مقبولة.

الوضع الإنساني والإنقاذ
في ضوء هذه التطورات، أكدت مساعدة المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي دوجاريك على أن أوامر النزوح لا تعفي الأطراف المتحاربة عن مسؤوليتها تجاه حماية المدنيين، وأن التحديات الصحية والأمنية التي تواجهها العائلات في غزة، بما فيها النساء الحوامل، تتطلب تدخلًا عاجلًا لضمان السلامة الإنسانية.

تحليل شامل
توضح هذه الأحداث أن إسرائيل تتبع سياسة تصعيدية متعددة الجبهات تشمل ضرب أهداف عسكرية وسياسية في دول عربية، ما أثار مخاوف واسعة من توسع الصراع الإقليمي. ردود الفعل الدولية تشير إلى توتر دبلوماسي حاد، مع دعوات واضحة للامتثال للقانون الدولي وحماية المدنيين، وتحذر من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى أزمة إنسانية متفاقمة في غزة واليمن وتهديد استقرار دول الخليج، مع انعكاسات محتملة على أمن أوروبا بسبب اختراق المسيرات الروسية أجواء بولندا.

في ظل هذا التصعيد الواسع والمتعدد الجبهات، يبقى السؤال المحوري: هل ستنجح الدبلوماسية الدولية والضغط الدولي في إيقاف الهجمات وحماية المدنيين، أم أن المنطقة على أعتاب موجة تصعيد جديدة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي؟

قد يعجبك ايضا