من هي الأوكرانية التي هزت جريمة قتلها العالم؟

العقبة اليوم – أثارت جريمة قتل مروعة هزّت مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا صدمة داخل الولايات المتحدة والعالم، بعد أن قُتلت الشابة الأوكرانية إيرينا زاروتسكا، البالغة من العمر 23 عامًا، أثناء وجودها على متن قطار خفيف تابع لهيئة النقل المحلية.
إيرينا، التي فرت مع عائلتها من أوكرانيا عام 2022 بسبب الغزو الروسي، كانت قد استقرت في شارلوت بحثًا عن حياة جديدة أكثر أمانًا. وفي 28 آب الماضي، صعدت القطار كعادتها اليومية، لكن كاميرات المراقبة أظهرت لحظة تعرضها لهجوم مباغت من قِبل رجل يدعى ديكارلوس دجوان براون جونيور (34 عامًا)، حيث طعنها عدة مرات من الخلف، بينها طعنة في العنق، لتفارق الحياة على الفور.
الشرطة أكدت أن المهاجم لم يكن يحمل تذكرة سفر، ما يعزز الطابع العشوائي للجريمة، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه على رصيف المحطة بعد دقائق من الهجوم. وعثرت السلطات على سكين بحوزته، فيما أعلن وزارة العدل الأميركية في 9 أيلول توجيه تهمة فيدرالية له بارتكاب عمل أفضى إلى القتل على نظام نقل عام، وهي تهمة قد تجعله عرضة لعقوبة الإعدام.
الحادثة فجّرت جدلاً واسعًا حول الأمن في وسائل النقل العام. فقد أظهرت التحقيقات أن عربة القطار التي قُتلت فيها إيرينا لم يكن بها عناصر أمن، رغم وجود شرطة في عربة مجاورة، ما أثار انتقادات واسعة للسلطات المحلية.
ردود الفعل السياسية جاءت قوية، حيث وصف عمدة شارلوت في لايلز ما حدث بأنه “فشل مأساوي من النظام القضائي”، بينما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعازيه قائلاً: “هذا أمر مروّع”، فيما وصف حاكم الولاية جوش ستاين المشهد بأنه “مفزع”، وأدانه مسؤولون سابقون وحاليون باعتباره “عملًا بغيضًا”.
على الصعيد الشعبي، خرجت وقفات تأبينية في شارلوت لإحياء ذكرى زاروتسكا، فيما أطلقت عائلتها حملة تبرعات عبر الإنترنت جمعت أكثر من 150 ألف دولار لتغطية تكاليف إعادة جثمانها إلى أوكرانيا وإقامة مراسم وداع لائقة.
القضية، لا تزال محور تحقيقات مكثفة، وسط مطالبات بتشديد إجراءات الأمن في وسائل النقل العام منعًا لتكرار مثل هذه المآسي، بينما يترقب الرأي العام العدالة لشابة فُقدت حياتها بشكل صادم ومأساوي.