ترامب يحوّل حرب المخدرات إلى حرب حقيقية… صواريخ بدل الاعتقالات!
العقبة اليوم – قال تقرير نشره موقع “أكسيوس” للكاتب مارك كابوتو، إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حوّل حرب بلاده على المخدرات إلى ما يشبه حربًا عسكرية حقيقية، بعدما أعطى أوامر باستخدام الصواريخ ضد مهربين في البحر بدلًا من الاكتفاء بعمليات المطاردة والاعتقال التقليدية.
وجاء ذلك بعدما أعلن ترامب أن البحرية الأميركية قصفت قاربًا سريعًا يشتبه في نقله المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، ما أسفر عن مقتل طاقمه المؤلف من 11 شخصًا.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تدمير قارب تهريب بالمخدرات بواسطة صاروخ عسكري، وفقًا لمسؤولين أميركيين وخبراء في “الحرب على المخدرات”، ترامب قال خلال إعلانه العملية: “هناك المزيد من هذا النوع من العمليات قادم”.
الخطوة أثارت انتقادات واسعة، إذ وصفها الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بأنها “جريمة قتل” بحق مدنيين فقراء غالبًا ما يُجبرون على نقل المخدرات، مؤكدًا أن بلاده اعتقلت لعقود مهربين من دون قتلهم.
كما كتب كينيث روث، المدير السابق لـ”هيومن رايتس ووتش”، أنّ ما فعله ترامب هو “إعدام ميداني” مخالف للقانون، مشيرًا إلى أن المهرّبين مجرّد مشتبه بهم جنائيين يجب توقيفهم ومحاكمتهم.
لكن إدارة ترامب ربطت سياستها الجديدة بأمر تنفيذي وقّعه يوم تنصيبه، اعتبر بعض cartels “منظمات إرهابية أجنبية”، وهو ما يتيح للجيش الأميركي استهدافهم بالطريقة نفسها التي استُخدمت ضد عناصر القاعدة في الشرق الأوسط عبر الطائرات المسيّرة خلال إدارة أوباما. مسؤولون في مجلس الأمن القومي الأميركي أكدوا أن واشنطن تنفذ أسبوعيًا ضربات سرية ضد “إرهابيين” لا يعلم بها الرأي العام.
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسث صرّح لقناة “فوكس نيوز” أن “أي مهرب معروف بأنه ينتمي إلى منظمة نارتو إرهابية مصنفة سيواجه المصير ذاته”، فيما أبدى السيناتور الجمهوري راند بول تحفظه قائلًا إن شن حرب كاملة على الكارتلات يتطلب إعلانًا رسميًا من الكونغرس.
ويرى مراقبون أن سياسة ترامب الجديدة قد تتحول إلى أداة للضغط على نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات.
وكانت الولايات المتحدة قد وجّهت لمادورو لائحة اتهام عام 2020 خلال ولاية ترامب الأولى، كما رصدت وزارة العدل مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل القبض عليه.
وقال وزير الدفاع الأميركي إن “الشخص الوحيد الذي يجب أن يقلق هو نيكولاس مادورو”، في إشارة إلى احتمال استهدافه شخصيًا وفق السياسة الجديدة، حتى وإن لم يتم نقاش هذا الخيار بشكل جدي حتى الآن.
المحلل القانوني والمدّعي الأميركي السابق باتريك سوليفان اعتبر ما يجري “سابقة غير معهودة”، مضيفًا: “لم يحدث أن أُطلق صاروخ على قارب سريع وجرى تدميره بهذا الشكل، هذا أمر لم نره من قبل”.