40 شهيدًا في غزة .. وترقب عالمي لرد حماس على مقترح الهدنة
في ظل تصاعد التوترات واشتداد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، يترقّب المجتمع الدولي بحذر رد حركة حماس على المقترح الأميركي الأخير بوقف إطلاق النار، فيما ارتفع عدد الشهداء في غزة إلى 40 خلال الساعات الماضية.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، الجمعة، أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مناطق عدة في شمال وجنوب القطاع، وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 20 فلسطينيًا خلال ساعات الليل. وأوضح مسؤولون في مجمع ناصر الطبي في خان يونس أن غارة جوية استهدفت منطقة خيام غرب المدينة حوالي الساعة الثانية فجرًا، ما أدى إلى استشهاد 15 مدنيًا كانوا قد شُرّدوا من منازلهم جراء الحرب المستمرة منذ قرابة عامين. كما أفاد مسعفون باستشهاد خمسة أشخاص في جباليا شمال القطاع.
وفي مشهد يعكس استمرار المأساة الإنسانية، شيّع الفلسطينيون شهداء القصف في جنازات حاشدة وسط دعوات دولية متكررة لوقف العنف.
ترامب: سنعرف رد حماس خلال 24 ساعة
على الجانب السياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، من المتوقع أن يُشكّل أرضية لإنهاء الحرب. وأضاف ترامب، في تصريحات لاحقة يوم الخميس، أنه يتوقع رد حماس على هذا الاقتراح خلال 24 ساعة، مؤكدًا أن عرضه هو “الفرصة الأخيرة” لإنهاء القتال الحالي.
من جهتها، أعلنت حركة حماس أنها ما تزال تدرس المقترح، مشددة على أنها لن تقبل إلا باتفاق ينهي الحرب بشكل دائم. ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطّلع على موقف الحركة أنها تطالب بضمانات واضحة بأن مفاوضات جادة ستُجرى خلال فترة التهدئة المؤقتة، وأن يتم تمديد وقف إطلاق النار في حال لم يُتوصل إلى اتفاق نهائي.
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إعلان ترامب، في وقت تسود فيه الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يعارض بعض أعضاء الائتلاف اليميني وقف إطلاق النار، بينما يدعمه آخرون. وكان نتنياهو قد كرر مرارًا أن نزع سلاح حماس هو شرط أساسي لأي تسوية، وهو ما ترفضه الحركة حتى الآن.
وسط هذا الجمود السياسي والتصعيد الميداني، يبقى مصير مقترح التهدئة معلقًا على رد حماس، فيما يدفع المدنيون في غزة الثمن الأكبر في ظل استمرار الغارات وغياب أي أفق واضح لإنهاء الحرب.