“غيبوبة تلفزيونية”

كتب:عبدالحافظ الهروط

307

فاقت القنوات التلفزيونية، تحديداً، ووسائل الإعلام المحترفة، الرسمية منها، والمستقلة، على استقالة المدير الفني لفريق الفيصلي، جمال أبو عابد، بعد أن كانت هذه القنوات وهذه الوسائل في “غيبوبة” لسنوات مضت، كانت خلالها الجماهير، وما تزال، تعصف بالأندية، مستغلة أدوات السوشال ميديا.
الإعلام المهني، اتضح أنه كان مرعوباً حال إدارات الأندية، من ضجيج جماهير كرة القدم، الذي استباح الفضاء العام، إذ لا سبب يمكن تفسيره، لعدم تأدية هذا الإعلام دوره التنويري، وما كان له كل هذا الوقت من السكوت، إلا أنه فعلاً، عاجز في مهمته، وبدل أن يكون المؤثر، وهو المطلوب منه، صار هو المتأثر .
ففي متابعة لفيديوهين عبر منصة ” الفيسبوك”لقناتين تلفزيونيتين” كانت الإشادة من قبل المتحدثين بقدرات أبو عابد الفنية، والإشارة إلى بعض الملاحظات التي تؤخذ عليه في مجاله الفني.
ولأن للنادي الفيصلي ثقله على الساحة الأردنية لكرة القدم، سواء فاز ببطولة أو لم يفز، كان الحديث عن مغادرة أبو عابد له صداه إعلامياً وغير إعلامي، ولكن لم يجرؤ من تحدث في هذا الموضوع، بكل صراحة ووضوح، أن يقول إن كل الذي يحدث من تغيير للمدربين القائمين على الفرق الأردنية، هو من فعل الجماهير.
صحيح هناك من قال في لحظة سريعة “إن جمهور الفيصلي هو من أقال أبو عابد، وكان من قبله جمهور الوحدات هو من أقال اليعقوبي، وأشار إلى أن الإدارات إن لم تكن لها قرارها، فإن عليها ترك الكرسي”، ولكن مثل هذا الكلام، وعلى أهميته، جاء متأخراً جداً.
لقد أسهمت الجماهير في تشكيل حالة رعب للأجهزة الفنية والإدارات، على السواء، منذ سنوات، لذلك تراجع المستوى الفني للفرق، واستسلمت الإدارات، فاستسهلت إعفاء المدربين، لتزداد المديونية، جراء الاستحقاقات المالية بإنهاء وعمل العقود، والأسوأ أن تظهر إدارات الأندية كـ ” ريشة” في مهب الريح، ومعها كرة القدم الأردنية، بهذه الصور المؤسفة محلياً وخارجياً.


كل ما نخشاه قريباً، أن لا يقبل مدرب اردني أو أجنبي، بتدريب فرقنا، وتظل اللجان المؤقتة من لجنة إلى لجنة تتولى مهمة إدارات الأندية، بدل الانتخابات التي هي أساس الاستقرار الإداري والفني، إذا ما أحسنا العملية الانتخابية، وفهمنا معنى الإحتراف الحقيقي لهذه المنظومة.
أما دور الجماهير المؤثر ، فهو التأثير الإيجابي وليس السلبي، بحيث تؤمن بالمعادلة التي تقول: جميع الفرق تتعرض للخسارة، ولكن ليس هناك فريق في العالم يفوز على الدوام.
وأما مقولة جماهير الأندية الكبيرة لا تقبل إلا البطولات، فليس بهذا السلوك تفوز الفرق، وكرة القدم ليس فيها كبير، إلا بجماهير كبيرة، تدعم بحضورها وبمالها، وتؤمن بالفوز والخسارة، حال الفرق العظمى التي نشاهدها عالمياً ونشاهد وقوف جماهيرها معها، أياً كانت النتائج، حتى لو فقدت بطولة أو هبطت إلى درجة أدنى.

قد يعجبك ايضا