العدوان بين المكاتب والملاعب
عبدالحافظ الهروط
منذ أطلق رئيس الوزراء صافرة البداية على “حكومة التعديل” حتى صار كل وزير “يصابح ويماسي”مؤسسة أو منشأة تتبع للوزارة التي يقودها.
وزير الشباب رائد العدوان، بدأ يومه الأول، بجولة ميدانية إلى مرافق مدينة الحسين للشباب، فأخذت الجولة طريقها إلى وسائل الإعلام، ولكننا لم نتعامل في “العقبة اليوم” مع هذا الخبر باعتبار الجولة أمراً عادياً واعتيادياً لأي وزير يريد أن يطلع على المرافق أو يلتقي موظفي الوزارة والعاملين في المديريات، فكيف إذا ما كانت المرافق في حرم المدينة التي تحتضن مبنى الوزارة؟!
رئيس الوزراء، بدوره، واصل النهج الميداني مصطحباً وزيراً أو وزراء معنيين في المؤسسات التي يتفقدها وتحتاج إلى تسريع في تنفيذ متطلباتها، أو لاحتياجات يمكن توافرها، ومنها مؤسسات يرى الرئيس أنها تراجعت في خدماتها، وصار من الضروري أن يلفت الوزير المعني لتقصيره وتقصير وزارته فيها.. هذا النهج صار يسير عليه الوزير ” الجديد والقديم”.
بالنسبة لوزير الشباب، ومن خلال الزيارات التي بدأها خارج عمان، كان معروفاً أنه يسير في “حقل الغام” فهو تسلم حقيبة تبدو في نظر عامة المواطنين أنها وزارة هامشية، والواقع هي من أكبر الوزارات ومن أكثرها أهمية.
وعندما تكون الوزارة مسؤولة عن مرافق حيوية معنية باحتياجات الشباب بمختلف الفئات العمرية، وفي جميع أنحاء المملكة، فإن هذا “الجيش” يحتاج إلى عمل كبير، وموارد كبيرة وكوادر مؤهلة، وأظن أن هذه المتطلبات ليست متوافرة بالشكل المطلوب.
الوزير العدوان، ربما تسعفه طاقته الشبابية، وهو يزور محافظة في الشمال وأخرى في الجنوب، إذ انتقل من المفرق إلى الكرك ثم العودة إلى معان، وقد يسعفه فكره في التعامل مع هذه القطاع، نظراً لخبرات متراكمة اكتسبها في الوزارات والمؤسسات التي خدم فيها، ولكن السؤال الصعب: هل توفر الحكومة الأكلاف المالية لإعادة “الحياة” لكثير من المرافق والمنشآت التي أصابها الضمور وفقدت جاهزيتها لاستقبال النشاطات الشبابية والرياضية؟!
قدر وزير الشباب الحالي ، أنه جاء إلى الوزارة وهي تتراجع من عام لعام في برامجها، وكوادرها تحتاج إلى تأهيل لمواكبة المستجدات، وما يريده الشباب من برامج.
ما على الوزير، إلا أن يضع إلى جانبه، كل من هو قادر على أن ينجز، لا كل من هو عبء على الوزارة، ولأن ما بين المكاتب والملاعب، مسؤولية وظيفية تتطلب أن يكون سير العمل جنباً إلى جنب، دون إبطاء أو على حساب الآخر، وإلا فإن الخلل سيظل يضرب أركان الوزارة، وهي التي كانت ذات مرحلة في طليعة الوزارات الناجحة.