مسرحية الشجب الدولي.. هل من نهاية لعنف بلا حساب؟
عمران السكران
في عالمنا اليوم، باتت “لعبة الشجب الدولي” تقليدًا سنويًا لا ينتهي، تتسابق الدول في إصدار البيانات الصارخة والعبارات الرنانة، وكأنها تتنافس على لقب أجمل نعي سياسي، وفي المقابل، تواصل إسرائيل أسلوبها المعتاد: تدمير وقتل بلا حساب، وكأن قانون اللعبة الوحيد هو قانون الغابة، لا قوانين ولا ضوابط.
أما الضحايا فهم الأبرياء، أطفال لم يكن لهم سوى حلم البقاء على قيد الحياة، وصحفيون حملوا كاميراتهم كدرع يحميهم، لكنهم استشهدوا وهم يوثقون هذه المأساة، ومع ذلك، ظل الجمهور الدولي يكتفي بالتصفيق من وراء الشاشات.
الرد الدولي؟ بيانات استنكار تقرأ بصوت جاد، وقلق يُعلن عنه، وتعازي تُرسل سنويًا كما لو كانت بطاقات معايدة، كأن مجرد كتابة البيان يعني إنجازًا إنسانيًا عظيمًا، ثم يغفو الجميع قريرين البال، كأن الكلمات قادرة على إيقاف دبابات.
أما إسرائيل، فتواصل عرضها الدموي بلا توقف: قصف، دمار، وتهجير، بينما تهمس الدول الكبرى: “لقد استنكرنا”، لكن كلمة محاسبة غابت عن الساحة، كأنها من الماضي البعيد، وغيابها يثبت أن العدل في هذه الحرب أصبح مجرد حكاية تُروى.
هل سنظل متفرجين على هذا العرض السنوي، نرتشف كؤوس الكلام الفارغ، بينما تُراق دماء الأبرياء؟ أم سنرفع صوتنا يومًا ونقول: كفى للكلمات التي لا تفعل شيئًا؟ أين العدل الذي لا يحتاج إلى مواعيد دبلوماسية؟
إن الضحايا يتحولون إلى أرقام في التقارير، والشجب مجرد بند في جدول الأعمال، وإسرائيل تلعب بلا رقيب، والضمير العالمي نائم تحت ستار الكلمات الجميلة، مسرحية عبثية تدفع الشعوب ثمنها بدمائها، فهل من خلاص؟