الأردن بين الأمس واليوم

جميل يوسف الشبول

70

بالأمس، كان الاردن يتبع سياسة القضايا الراهنة والمصلحة الوطنية والعربية وكان يسخّر كل القوى الوطنية من حكومات ومؤسسات رسمية ومن معارضة واحزاب وشخصيات مستقلة في سبيل تحقيق ذلك .
وعند تشكيل الحكومات، كنا نعيد الامور الى ما كانت عليه عند اختلال أي معادلة، فكنا الاكثر استقرارا في محيط اريد له ان يكون مرجلاً كبيراً يوقدون عليه حتى تبقى المنطقة مشتعلة خدمة للعدو .
استطاع الاردن بفضل هذه السياسة النجاة من كل السهام والعواصف التي كانت تدور حوله، واستطاع ان يمثل دائما صوت العقل والحكمة وكان دائما في مقدمة الامة دبلوماسيا وسياسيا .
لن ننسى ذلك الموقف الاردني من الغزو الامريكي للعراق والداعي الى حل المشكلة عربيا واصرار الاخرين على استدعاء القوات الامريكية فقد دفعنا ثمن ذلك حصاراً اشد من الحصار الدولي على العراق نفسه ولا زال الجرح العربي نازفا والقواعد الامريكية منتشرة على جميع الاراضي العربية.
هكذا كنا بالأمس، اما اليوم، فاننا نشكل حكومات متشابهة ولو سألت المواطن الاردني عن الفرق في النتائج والاختلاف بين حكومة دولة فلان ودولة فلان فإن الاجابة تؤول الى الصفر وان لا فرق يذكر وان الحكومات وجدت لادارة ما تحتويه جيوب المواطنين ورفع المحروقات “قرشين” تارة وتنزيل الاسعار نصف قرش “تعريفة” تارة اخرى .
لا مصانع افتتحت ولا طرق شقت او اعيد تأهيلها وان كان هناك مشروع فهو فاشل في مدة التنفيذ او قيمة انعكاسه سلبا، وعلى تفاصيل حياة المواطن.
عندما يقتحم الاحتلال الاقصى بوتيرة شبه يومية وعندما تصادر دولة الاحتلال مناطق شاسعة من الضفة الغربية وعليها مليون مواطن فلسطيني يحملون الجنسية الاردنية فان ذلك لا يستدعي تغيير حكومة فحسب بل يتطلب تشكيل حكومة او حكومات عسكرية لمواجهة ما استجد سابقا وحاليا على الارض.
نحن الاقرب للنيران الدائرة في غزة وسوريا ولبنان ورائحة البارود تزكم انفسنا واقل ما يمكن مجابهة ذلك ان نشكل حكومات بمواصفات المرحلة وتشكيل بيوت خبرة لكل مشكلة تساند هذه الحكومات لوجستيا.
كان الأردن هو اول من يبادر وأول من يذهب الى الدول الفاعلة لدعم وجهة نظره وعليه فاننا نسأل ونحن اصحاب الوصية على اولى القبلتين ونحن اصحاب الارث الديني ولدينا الاف الموظفين في الاقصى واوقاف القدس كيف لنا ننشط خارجيا ونتجه الى الدول الاسلامية الكبرى لحشد التاييد بعد التهديد العسكري.
علينا ان نمعن النظر فيما يقوم به الكيان الصهيوني في الضفة الغربية وغزة وكيف يكون الدور الاردني دورا محوريا رائدا متميزا متناغما مع تطلعات الشعب الذي ما كان يوماً الا في طليعة الامة مناصرا لجميع قضاياها من المحيط الى الخليج .

قد يعجبك ايضا