تسريبات إسرائيلية تكشف توجّه نتنياهو نحو احتلال كامل لقطاع غزة وسط خلافات حادة

تشهد الساحة الإسرائيلية تصاعدًا في التسريبات الإعلامية التي تكشف خلافات حادة بين القيادة السياسية والعسكرية حول مستقبل الحرب في قطاع غزة.

ونقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه حسم قراره بالسير نحو احتلال كامل لقطاع غزة، معتبرًا أن الحسم العسكري هو الخيار المطروح على الطاولة، حتى وإن تطلب الأمر استقالة رئيس الأركان الذي يعارض الخطة.

وأشارت القناة إلى أن مقربين من نتنياهو قالوا إن رئيس الأركان إذا لم يوافق على هذا التوجه “فبإمكانه الاستقالة”.

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المقربين من نتنياهو أكدوا حصوله على ضوء أخضر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لتنفيذ عملية عسكرية قوية ضد حركة حماس، خصوصًا مع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.

وأضافت الصحيفة أن الحديث يدور عن عمليات عسكرية قد تشمل المناطق التي يُعتقد بوجود رهائن إسرائيليين فيها، في خطوة يرى بعض المراقبين أنها تحمل أيضًا أبعادًا تفاوضية للضغط على حماس.

من جانبها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن نتنياهو قرر توسيع العمليات العسكرية في القطاع رغم استمرار الخلافات مع الجيش، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية أبدت مخاوف من توسيع القتال في مناطق جديدة خشية المساس بالمختطفين. كما كشفت الهيئة عن إلغاء أوامر تعبئة لبعض قوات الاحتياط بعد رفض رئيس الأركان خطة استدعاء موسعة تهدف لدعم العمليات المقبلة.

وتأتي هذه التسريبات في وقت تتحدث مصادر أمنية إسرائيلية لهيئة البث عن أن صفقة تبادل جزئية كانت قريبة جدًا من التحقق، لكن الحكومة تخلّت عنها بسرعة كبيرة لصالح الخيار العسكري، ما يثير تساؤلات حول أولوية القيادة السياسية بين إنقاذ الرهائن والتوسع العسكري.

بينما تتواصل هذه التحركات السياسية والعسكرية، يشهد القطاع تصعيدًا ميدانيًا وعمليات إسرائيلية مستمرة في عدة محاور، وسط قلق دولي من التداعيات الإنسانية لأي عملية واسعة قد تشمل احتلالًا كاملًا للقطاع.