الخزاعلة.. و”خراب الملاعب”!!
كتب: رئيس التحرير
ذات يوم، وفي موسم كروي، كانت فيه الملاعب متعافية، إلا من بقعة هنا، وبقعة هناك، ظهرت في ملعب من الملاعب، فتمت معالجتها قبل أن تستفحل.
الزميل في الوظيفة، حينها، في وزارة الشباب، حيث مسؤولية ستاد عمان والملاعب الأخرى بمدينة الحسين، كانت من واجباته.
أقول ذات يوم، كان الموظف جميل الخزاعلة “يتخطّم” على ارضية ملعب البترا، فالتقط له مصور (الرأي)، صورة، ولا أدري إن كان هذا الزميل المهووس في مهمته، قد أخذ حذره من التقاط الصورة، أم أن الزميل المصور، غافله بها، قبل أن نودع الصورة في ملفات الصور المحشورة في أدراج الصحيفة.
وللوقوف على جاهزية ملاعب مدينة الحسين للشباب، أخذتُ حديثاً مطولاً مع الزميل الخزاعلة، فعرض كل شيء بصراحة ووضوح.
نشرت (الرأي) الخبر ، وهو يحمل صورة صاحب الخبرة في الملاعب.
في اليوم الذي نشر فيه الخبر، هاتفني الخزاعلة، وظننت أنه يريد أن يشكرني، وإذ به يمازحني ضاحكاً، وقال ؛ الله يعطيك العافية، ما قصرت يا صديقي، وهذا أملي فيك، وقبل أن أُجيبه، أكمل حديثه، يا صديقي ” ما لقيت من هالصور ، إلا هذي الصورة”؟
كانت الصورة قديمة والملعب -البترا- غير جاهز لإستقبال المباريات، حيث الحفر تتوزع على الارضية، والعشب يتآكل.
أسرد هذه القصة التي مضى عليها سنوات، وقد تذكرت الزميل الخزاعلة فاتصلت به وتحدثنا طويلاً عن الملاعب التي، بدأت يوم الخميس تستقبل مباريات دوري المحترفين، وفيها أخذت الشكاوى طريقها إلى الإعلام منذ الأسبوع الأول.
الخزاعلة الذي اختزل خبرته الطويلة بالملاعب بحكم الوظيفة في وزارة الشباب قبل أن يغادرها إلى اتحاد كرة القدم، معروف عنه أنه عندما يتحدث لوسائل الإعلام، فهو يستند إلى تجربة طويلة ، ولا يخفي الحقيقة، حتى وهو في وظيفته.
على عكس الذين يهمهم إرضاء المسؤولين، وقد كشف خراب بعض ملاعب المدن الشبابية، زيف هؤلاء، ولكنهم كوفئوا على فشلهم ليكونوا إلى جانب صاحب القرار.
والمؤسف، أيضاً، أن وزارة الشباب، ومنذ سنوات وحتى هذه الأيام، لم تكن على قدر المسؤولية، في الحفاظ على جاهزية هذه الملاعب، فأنفقت أموالاً على نشاطات ليست من مسؤولياتها، ونشاطات أخرى، لا جدوى لها.
وفي هذا السياق، فإن المطلوب من الوزارة، أن يكون التنسيق مع اتحاد كرة القدم، تنسيقاً حقيقياً، لا شكلياً، بحيث تقول للاتحاد، إنه لا يجوز أن تتحمل الملاعب ضغط المباريات، في ظل انتهاء العمر الافتراضي لمعظمها، وإن كثيراً من شغب الجماهير، تتحمل الوزارة خسائر تبعاته، وليس الاتحاد!..
وبالمقابل، فإن على الوزارة أن تؤكد بأن لديها من الكفاءات المختصة في صيانة وإدارة الملاعب، ولو اضطرت للاستعانة بمختصين من خارج موظفيها، وإلا فإن الوزارة ستفتح عليها أبواب الغضب من الجماهير التي لا ترحم.
ويبقى المهم في جاهزية وصلاحية الملاعب ، هو أن لا يتعثر الدوري، بإغلاق هذا الملعب، أو ذاك، أو أن يُصاب لاعب-لا قدر الله- ونحن على عتبة المشاركة في كأس العالم، فمعظم اللاعبين، هم في صفوف المنتخب.