ما القصة وراء المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي؟

58

أعلنت “أوبن إيه آي” مؤخرًا عن نيتها طرح منتج جديد يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ولكن هذا المنتج لن يكون روبوتًا يمكنك التحدث معه، بل متصفح إنترنت يسخّر قدرات الذكاء الاصطناعي لخدمتك أثناء استخدام الإنترنت.

ويشير تقرير “رويترز” عن الإعلان إلى أن الشركة تسعى لطرح متصفح ينافس “كروم” من “غوغل”، على أمل جذب 500 مليون مستخدم يعتمدون على روبوت “شات جي بي تي” بشكل مستمر ويثقون به.

ولا تُعد خطوة “أوبن إيه آي” مفاجئة أو غير متوقعة، بل إنها الأحدث بين مجموعة من الخطوات المشابهة لعدة شركات، كانت أحدثها “مايكروسوفت” التي أطلقت متصفحًا معززًا بالذكاء الاصطناعي. ولكن، ما هو المتصفح المعزز بالذكاء الاصطناعي؟ وفيما يختلف عن المتصفح المعتاد؟

الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بشكل أيسر
يمكن بكل سهولة الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر مواقعها والواجهات البرمجية المخصصة لها، وفي بعض الحالات عبر التطبيقات التي تطورها الشركات. وهذا يطرح تساؤلًا مهمًا عن أهمية وجود متصفحات الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ولتبسيط مفهوم متصفحات الذكاء الاصطناعي، يمكن القول إن هذه المتصفحات تأتي مزودة بالخدمات الأساسية التي يقدمها أي متصفح، إلى جانب خدمات الذكاء الاصطناعي مباشرة دون الحاجة للقيام بأي خطوة إضافية.

ويعني هذا أنك لن تحتاج إلى زيارة موقع “شات جي بي تي” أو تطبيقه أو حتى استخدام الواجهة البرمجية الخاصة به لتوجيه الأوامر والاستفادة من قوة النموذج، فكل هذا يمكن أن يتم مباشرة من داخل المتصفح دون مغادرته.

ورغم أن هذا الأمر قد يبدو غير ضروري، فإنه يوفر الكثير من الوقت على المستخدمين الذين يتصفحون الإنترنت بشكل مستمر ويحتاجون إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.

فبدلًا من أخذ رابط الصفحة كمثال ووضعه في “شات جي بي تي”، يمكنك أن تطلب منه من داخل المتصفح – وبالكتابة في شريط الأوامر – أن يقرأ الصفحة ويُلخصها لك.

ورغم أن بعض الإضافات توفّر الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر الضغط على شريط الأدوات وظهور شريط منفصل للذكاء الاصطناعي، فإن هذا يختلف كثيرًا عن متصفحات الذكاء الاصطناعي.

ففي حالة متصفحات الذكاء الاصطناعي، يمكنك الوصول إلى النموذج من داخل المتصفح نفسه دون مغادرته، ودون الحاجة لإضافة أي شيء إلى روتين العمل اليومي الخاص بك، بل يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا منه، يعمل باستمرار في الخلفية.

ما فائدة الذكاء الاصطناعي في المتصفحات؟
تتنوع فوائد الذكاء الاصطناعي مع المتصفحات، وذلك باختلاف نوع النموذج المستخدم في كل متصفح والقدرات التي تضيفها الشركة داخل المتصفح، ولكن في الغالب يمكن اختصار الأمر في التعلم الذكي وعملاء الذكاء الاصطناعي.

ويستطيع نموذج الذكاء الاصطناعي في متصفح “أوبن إيه آي”، كمثال، مراقبة استخدامك للمتصفح والأعمال التي تقوم بها بشكل متكرر ليعيد القيام بها تلقائيًا دون أي تدخل منك، موفرًا بذلك وقت المستخدم.

وإلى جانب ذلك، يقوم المتصفح بالوظائف العادية للذكاء الاصطناعي، مثل تلخيص الصفحات والتفاعل معها من أجل حجز تذاكر السفر والفنادق المناسبة للرحلة كمثال، كما يستطيع ملء النماذج التقليدية والمتطورة وتلخيصها.

ورغم تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن استخداماتها ما زالت في بدايتها، ومن المتوقع أن تتنوع استخدامات مثل هذه النماذج مستقبلًا، وتحديدًا تلك المدمجة مع المتصفحات الذكية.

إذ يمكن لمثل هذه المتصفحات تغيير طريقة تفاعلنا مع الإنترنت تمامًا، فبدلًا من الحاجة إلى فتح العديد من الصفحات للبحث عن معلومة بعينها، يمكنك أن تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يبحث لك عن هذه المعلومة ويعرضها في الصفحات الموجودة.

كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تلخيص المعلومات الواردة في أكثر من صفحة ونافذة متصفح دون حاجتك إلى زيارتها جميعًا، ويمكنه مساعدتك في كتابة النصوص وتوليد الصور، وحتى كتابة رسائل البريد الإلكتروني المعتمدة على معلومات موجودة في صفحات إنترنت مختلفة.

من الشركات التي تسعى لإطلاق متصفحات بالذكاء الاصطناعي؟
تحاول العديد من الشركات الدخول إلى قطاع المتصفحات المعززة بالذكاء الاصطناعي، بدءًا من “أوبن إيه آي” التي تنوي إطلاق متصفح يدعى “أوبريتور”، وهو متصفح إنترنت معزز بالذكاء الاصطناعي.

وتحاول “بيربلكسيتي” (Perplexity) إطلاق متصفح يدعى “كوميت” (Comet)، وهو متصفح مدمج مع نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ويستخدمه بشكل مباشر.

كما تلحق “مايكروسوفت” بالركب وتُطلق مزايا الذكاء الاصطناعي “كوبايلوت” في متصفحها “إيدج”، ليصبح التحكم في “كوبايلوت” مباشرة من داخل المتصفح دون الحاجة لاستخدام أي أدوات خارجية أو الضغط على أي أزرار.

وكذلك “غوغل” أضافت مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي في متصفح “غوغل كروم” مؤخرًا، وهي تسخّر مزايا “جيميناي” بشكل مباشر داخل المتصفح.

قد يعجبك ايضا