كوكتيل الكورتيزول… مشروب سحري لراحة الأعصاب أم وصفة وهمية!؟
العقبة اليوم – في زحمة “الترندات” الصحية التي لا تهدأ على منصات التواصل، ظهر مشروب جديد يُروَّج له باعتباره العصا السحرية لمحاربة التوتر وتحسين النوم، ويحمل اسمًا مستفزًا علميًا: “كوكتيل الكورتيزول”.
ووفق ما نشره موقع “هلثلاين” الطبي الأمريكي، فإن هذا المشروب انتشر بقوة على تطبيق “تيك توك”، خاصة في أوساط صانعي المحتوى الصحي والمهتمين بما يُعرف بـ”عادات العناية الذاتية الليلية”.
وتقوم وصفته على مزيج بسيط يتكون من مغنيسيوم مذاب، وماء جوز الهند، وعصير حمضيات، مع إضافات اختيارية مثل ملح الهيمالايا أو المياه الغازية، وكل ذلك يُشرب قبل النوم، على أمل تهدئة الجهاز العصبي وتحقيق نوم عميق بلا قلق.
لكن ما مدى فعالية هذا المشروب؟ وهل هو مدعوم علميًا فعلًا؟
الخبراء الذين تحدث إليهم الموقع اتفقوا على أن الفكرة وإن بدت جذابة، لا تستند إلى أُسس علمية متينة، فالمغنيسيوم عنصر مهم في الجسم ويلعب دورًا فعّالًا في تنظيم التوتر ووظائف الجهاز العصبي، ولكن الكمية الموجودة في هذا “الكوكتيل” لا تكاد تُحدث فرقًا ملحوظًا، خاصة لمن لا يعانون أصلًا من نقص في هذا العنصر.
أما عصير الحمضيات، فيقدّم جرعة من فيتامين”سي” الذي قد يساهم في دعم الغدد الكظرية المسؤولة عن إفراز الكورتيزول، لكنه كذلك يحتاج إلى جرعات دوائية عالية حتى يُحدث أثرًا بيولوجيًا واضحًا، وهو أمر لا توفره كمية العصير في هذا المشروب.
وفيما يخص ماء جوز الهند، فهو بالفعل غني بالكهارل مثل البوتاسيوم، وقد يساعد نظريًا في تنظيم استجابات التوتر، لكن الخبراء يرون أن التأثير محدود جدًا ما لم يُدرج ضمن نظام غذائي متكامل.
المثير أن بعض أخصائيي التغذية حذّروا من تأثير عكسي محتمل، إذ إن شرب العصير قبل النوم قد يؤدي إلى تقلبات سكر الدم، ما يُسبب استيقاظًا ليليًا مفاجئًا أو قلقًا، وهو ما يتناقض تمامًا مع الهدف المعلن للمشروب.
وفي النهاية، يؤكد الخبراء أن كوكتيل “الكورتيزول” لا يمثل خطرًا صحيًا إذا تم شربه باعتدال، لكنه أيضًا لا يقدم الحل السحري الذي يصوّره البعض على الإنترنت.