بعد فتوى الحشيش.. جامعة الأزهر توقف أستاذة بارزة وتحيلها إلى التحقيق
العقبة اليوم- مقررت جامعة الأزهر في مصر إحالة الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، إلى التحقيق الرسمي، بعد تصريحات مثيرة للجدل قالت فيها إن تعاطي الحشيش ليس محرمًا شرعًا بنص صريح، مؤكدة أنه لا يسكر كالخمر، وبالتالي لا يقع تحت طائلة التحريم القطعي. القرار صدر عن إدارة الجامعة يوم 26 يوليو 2025، وشمل إيقافها مؤقتًا عن العمل لمدة ثلاثة أشهر لحين انتهاء التحقيقات. وتداولت وسائل الإعلام المصرية تفاصيل هذا القرار على نطاق واسع، مشيرة إلى أن الجامعة استندت في موقفها إلى مخالفة الأستاذة للوائح التي تمنع أعضاء هيئة التدريس من الظهور الإعلامي دون إذن رسمي.
أثارت تصريحات الدكتورة سعاد موجة من الغضب داخل الأوساط الدينية والإعلامية، حيث سارعت دار الإفتاء المصرية إلى التأكيد على أن الحشيش محرم شرعًا، وأن كافة أنواع المخدرات تدخل ضمن ما حرمه الشرع حمايةً للعقل والنفس والمجتمع. وأضافت أن الإجماع الفقهي مستقر منذ قرون على تحريم كل ما يُفقد الإنسان وعيه أو يفسد إدراكه، سواء أكان ذلك من الخمر أو من المواد المخدرة التي تؤثر في الجهاز العصبي. كما علّق صندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري بأن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة تشكل تهديدًا مباشرًا للوعي الجمعي، وتفتح الباب أمام انتشار المخدرات بين الشباب، محذرًا من نتائجها الصحية والنفسية الخطيرة، ومؤكدًا أن الحشيش يسبب الإدمان وتلفًا في خلايا الدماغ وضعفًا في التركيز والسلوك.
في المقابل، أوضحت الدكتورة سعاد صالح في تصريحات صحفية لاحقة أن حديثها لم يكن فتوى، بل مناقشة علمية في سياق أكاديمي يتعلق بغياب النصوص الصريحة، مؤكدة أنها لم تُجز تعاطي الحشيش وإنما كانت تشرح قاعدة القياس الشرعي ومواضع تطبيقها. كما اعتبرت أن الهجوم عليها يدخل في إطار تصفية حسابات شخصية، وأن البعض اقتطع كلامها من سياقه لتشويه صورتها الأكاديمية والإعلامية، في وقت تعتبر فيه من أبرز الأصوات النسائية في المؤسسات الدينية الرسمية.