دراما عربية بطعم تركي: هل نحن في موسم إبداع أم موسم تقليد مشوّق؟
عمران السكران
منذ أن غزا «مهند» شاشات البيوت العربية بابتسامته المائلة وشَعره الذي يبدو وكأنه خرج للتو من إعلان شامبو، تغيرت خريطة الدراما في عالمنا العربي، أصبحت العلاقة بين الدراما العربية والتركية مثل علاقتنا بالقهوة التركية: لا نفهمها تمامًا… لكن لا نستطيع الاستغناء عنها.
الدراما التركية دخلت علينا بنعومة موسيقى افتتاحية تستمر أطول من بعض الزيجات في المسلسلات العربية، وجد فيها المنتج العربي مخرجًا سريعًا من مسؤولية تأليف سيناريو مقنع أو البحث عن نهاية غير متوقعة (أو على الأقل غير مكررة للمرة العشرين).
الآن نجد مسلسلًا عربيًا يدور في قصر عثماني التصميم، تذرف فيه البطلة دموعها وسط موسيقى حزينة مرخّمة بالكمان، وتقول فيه البطلة “لكنّي أحببتك منذ أن دخلتَ مقهى جدّي!” وكأنها خرجت لتوها من إسطنبول وليس من شارع الهرم.
السيناريو؟ مترجم… الإخراج؟ مستوحى… الشخصيات؟ تركية بالنكهة المحلية.
هل في هذا مصلحة للدراما العربية؟، من زاوية اقتصادية؟ نعم، المشاهدون مدمنون على «الدراما المحشوة بالحزن والتفاصيل»، ومن زاوية فنية؟ الأمر أشبه بأن تضع الكنافة في علبة “سوشي” وتقول إنها وصفة جديدة.
بدلًا من الابتكار والتجديد، تحولت بعض أعمالنا إلى نسخ مشوشة بمؤثرات صوتية وعبارات مقتبسة (لكن مع تعريب اللهجة… نوعًا ما).
الدراما العربية لا ينقصها موهبة ولا إمكانات، لكنّها في بعض الأحيان تختار الطريق الأسهل، فهل الارتباط بالدراما التركية أفادها؟!!!! ….ما هو رأيك يا رعاك الله؟؟؟؟