يا سيد الحزن يا وطني
يا سيد الحزن يا وطني
علي السنيد:
تكشف تصريحات رجل الاعمال الاردني زياد المناصير عن مدى الضرر الذي احدثتهالطبقة النفعية من بقايا السياسيين، والحكومات السابقة على الاقتصاد الوطني، وتغولها على الاردن، والمس بمصالحه العليا، وتقديم مصالحها الخاصة على مصلحةالشعب الاردني الطيب.
واذكر ان استثمارا متعثرا لاحد الاخوة العرب ناقشناه في لجنة بمجلس النواب ابانعملي النيابي، وأصر وزير سابق على حضور الجلسة التي ابتدأها بهجوم عنيف علىالمستثمر الذي غادر الاردن بعد ذلك، والتلويح بفساده، وقد كان لدي علم مسبق بانمرد ذلك لرفضه تعيين زوجة الوزير السابق في ادارة المشروع، وقد اعترضت حينهاعلى حضوره لجلسة النقاش، واجبت بانها جلسة عامة، ويحق لمن اراد النقاش انيحضر.
ولذلك فنحن نقاسي منذ عقود من بلاء الفئة المتغلبة بالسلطة على حقوق الاردنيين،وهم الذين لا يخجلون من دورهم النفعي في هذا الوطن، ومن تعديهم على كلالمصالح الوطنية، ومن المس بسمعة الاردن، واضعاف الموقف الاردني على خلفيةتفاقم العجز الداخلي.
وهم يطاردون الامتيازات مع كل تشكيل حكومي جديد، او تغيير في المؤسساتويضغطون لمصالحهم ولابنائهم وشللهم، ومعاونيهم، ويرفعون شعار الولاء والانتماءللتغطية على حجم مصالحهم.
ولو تمت عملية مراجعة لاحوال العديد من المسؤولين السابقين قبل تولي المسؤوليةالعامة، وبعد خروجهم منها ، ورصد التطورات التي جرت على احوالهم المالية لظهرمدى الخراب الذي احدثوه في البلد الطيب المتعب ، وانعكاس ذلك على حياة شعبه.
والطبقيون النفعيون يخونون امانة الاخلاص للملك، ولا يخدمون الامة، ويضربونصفحاً بالقسم الدستوري، ولقد زعزعوا استقرار الداخل الاردني اكثر من مرة علىخلفية سوء السياسات التي اتبعوها، وتحميلهم للاردنيين نتائج الفشل التنمويالمتواصل، وتعريضهم للجباية ، وجلد ظهورهم بسياط الضرائب والاسعار، وقد تسببوابافقار ملايين الاردنيين، وعرضوهم لموجات متتالية من السخط، والفوضى غير عابئينبمرود ذلك سلباً على الامن الوطني.
وهذا السلوك غير الوطني يشي بحقيقة هذه الطبقة الممتدة في جراحنا ، ومعاناتناالوطنية، والتي كانت سبب بلائنا، وقد ترسمت علاقتها بالاردن على شكل بوتفة منالمصالح والمكتسبات غير مشروعة ، وحيث لاحقت الاردنيين على كل شيء، واضرتبالعملية السياسية، وحطمت صورة العدالة في المملكة، وشوهت النظام العام،واستخدمت كل الوسائل في تخوين الاخر ، وابعادة للاستحواذ على كل مخرجاتالعملية السياسية ، وتحويلها الى مكتسبات خاصة بها، وابقائها تدور في اطارها الضيق.
وهم يتراءون على مدى جرحنا الوطني من خلال المئات من حملة الالقاب الذينيدخلون في تفاهم غير معلن على تدوير الحكومات بين مجموعات متقاربة منالسياسيين، واصحاب الغايات المشتركة، والذين يتم تدويرهم كسلسلة متصلة بينمؤسساتت الدولة، وهيئاتها العامة، وكافة المواقع ذات الريع المالي الوفير، وقد ضيعالكثير منهم امانة المسؤولية، وعمدوا الى التشكيك بالديموقراطية، ومخرجاتها،وحاولوا تقويض الغايات النبيلة من مشاريع التحديث السياسي الملكية، والتي هدفتالى تغير الية الفرز السياسي، وذلك كي يضمنوا اعادة تدوير انفسهم من خلالالتحولات السياسية الجارية، وفعلوا الافاعيل كي لا تتوسع دائرة المشاركة الشعبية.
ومنعوا حق التعبير عن الرأي من خلال تأييدهم لسلسلة من القوانين الماسة بالحرياتالعامة ، وقد حشدوا لتمريرها في المؤسسات بهدف تحصين انفسهم ، وعدم اطلاقيد الصحافة الوطنية في نقدهم، وتبيان مدى الضرر الذي احدثوه على الامن الوطني.
وقد استولت طبقة النفعيين غالبا على المواقع العامة دون كفاءة واقتدار، واقصتالوطنين عن مواقع السلطة، ومارستها بتفلت من منظومة القيم التي ترعى حقوقالشعب الاردني، وحولتها الى مكتسبات خاصة، ومدت يدها على المال العام، وتفننتفي طرائق الافلات من القوانين، وتحول الكثيرون من اعضائها الى نادي الملايين، وحازواالقصور، والشركات، واستولوا على اراضي الخزينة بالاف الدونمات، والتي كانت تهدفالى تشغيل العاطلين عن العمل من الشباب.
واصدرت الاف الكتب الرسمية من المؤسسات تتضمن مصالح خاصة بهذه الطبقة،والذين امنوا مستقبل ابنائهم على حساب ابناء الاردنيين ممن يقفون على قوائمالانتظار منذ سنوات طويلة، وهم يتنازعهم الامل بالحصول على حلم وظيفة باي راتب ،وقد تم نسيانهم على قارعة هذا الحلم .
ولا شك ان الطبقة التي لا ترعى المصالح الوطنية في سلوكها هي مانع التقدم والازدهار،وسبب فشل التنمية، وهروب الاستثمار، وهي العدو الاول للوطن، وتمس باستقراره ،وهي تنظر الى المؤسسات ، وكأنها غنائم، وكل اردني يعرف احدا ممن اهلتهم الظروف،والصدف لتولي المسؤولية العامة، ولدى الاردنيين ادق التفاصيل عن السيرة الذاتيةللسياسيين، ولا يخفى الوزراء وماضي البعض منهم، وليس مستغربا الفساد من اهلالفساد، ومن لا امانة عندهم، والذين لم يعرفوا يوما طعم الوطنية ، والانحياز الى قيمالحق والعدل والمساواة.
ولذلك ادعو لمراجعة شاملة للكشف عن مواقع الفساد الصامت في الادارة العامة،والذي ما يزال يؤمن متطلبات الطبقة النفعية غير الامينة على المصالح العليا للدولة،ويضعف نهضة الوطن، وتقدمه، ويكبله عن المستقبل الذي يستحقه.
وعلى الاردن اجتثاثهم، وكف ايديهم عن التلاعب بمصير الناس، وهم الذين لم يقدمواللاردنين سوى الحزن، والمعاناة، ونقضوا عهد الانجازات التي حققتها الاجيال فيالماضي، وما قدمه الاولون الطاهرون في انتمائهم الوطني، وكتبوا على هذا الشعبالشقاء ، وان يحمل على ظهره متوالية الفقر، والبطالة، والمديونية، وعجز الموازنات،وفشل التنمية.