نتنياهو يرضخ للضغوط ويُعيد فريق التفاوض إلى الدوحة رغم رفضه شروط حماس

29

في تطور لافت على صعيد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت أنه قرر إرسال فريق تفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأحد، لإجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس، وذلك في إطار الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة. وقال نتنياهو في بيان صادر عن مكتبه: “لقد تم إبلاغنا الليلة الماضية بالتغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على المقترح القطري، وهي غير مقبولة لإسرائيل”، إلا أنه أضاف أن “بعد تقييم الوضع، أصدر رئيس الوزراء توجيهات بتلبية الدعوة لإجراء المحادثات غير المباشرة، ومواصلة الجهود لاستعادة الرهائن على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل”.

يأتي هذا الموقف الإسرائيلي بعد يوم واحد من إعلان حركة حماس عن استعدادها لبدء محادثات “فورًا” بشأن المقترح القطري الذي تدعمه الولايات المتحدة، وأكدت الحركة أن ردها على المقترح جاء بروح “إيجابية”، مع الإبقاء على عدد من الملاحظات الجوهرية. ووفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”،  فإن حماس طالبت بضمان انسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما قبل مناطق العمليات المكثفة في مارس، إضافة إلى ضمان عدم استئناف العمليات العسكرية بعد الهدنة، ومراقبة أممية لإدخال المساعدات الإنسانية.

ورغم هذا الزخم الدبلوماسي، تواصلت الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أفادت تقارير ميدانية، منها ما نشرته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، بأن القوات الإسرائيلية شنت سلسلة غارات جوية أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 24 مدنيًا فلسطينيًا، من بينهم عشرة على الأقل كانوا يقفون في صفوف لتسلُّم مساعدات غذائية.

وقال شهود عيان إن القصف استهدف مناطق مأهولة في شمال القطاع، في ظل ظروف إنسانية مأساوية وغياب شبه كامل للغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

على الصعيد الدولي، تكثف الولايات المتحدة من جهودها لتحقيق انفراجة في مفاوضات وقف النار، حيث يعوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تحقيق اختراق سياسي قبيل الانتخابات، وقد تعهد بالتعامل “بحزم” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وأكدت مجلة “تايم” الأميركية أن ترامب يسعى لاستغلال الزخم الناتج عن التهدئة النسبية بين إسرائيل وإيران لإبرام اتفاق تهدئة في غزة يشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

ومن المتوقع أن يصل نتنياهو إلى واشنطن يوم الإثنين، حيث يجتمع مع ترامب لبحث تفاصيل المقترح القطري وفرص تحويله إلى اتفاق شامل. ويأتي ذلك وسط تحذيرات من انهيار الهدنة في حال فشل الطرفان في الاتفاق على ضمانات التنفيذ، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد التوترات.

في المجمل، يشير إعلان نتنياهو عن استئناف المفاوضات غير المباشرة إلى بقاء الباب مفتوحًا أمام الحل السياسي، رغم التصعيد الميداني والاختلافات الواضحة بين الطرفين بشأن شروط التنفيذ. وبينما ترحب الأطراف الدولية بهذه الخطوة، يبقى مصير الاتفاق معلقًا بنتائج المفاوضات التي ستُعقد في قطر، وسط ترقب شديد من قبل الشارع الفلسطيني والإسرائيلي والمجتمع الدولي.

وكالات

قد يعجبك ايضا