ارتفاع ضغط الدم يهدد الملايين… والحل بسيط لا يجد إقبالًا

 على الرغم من وجود أدلة قوية تؤكد أن بدائل الملح يمكن أن تخفض استهلاك الصوديوم وتقلل ضغط الدم المرتفع بشكل آمن، إلا أن نسبة قليلة جدًا تستخدمها، تحليل جديد شمل نحو 20 عامًا من بيانات الصحة الوطنية كشف أن نسبة الاستخدام بلغت ذروتها عند 5% فقط ثم تراجعت، حتى بين المصابين بارتفاع ضغط الدم. ويؤكد الباحثون أن هذا يمثل فرصة ضائعة لتحسين صحة القلب، خصوصًا أن بدائل الملح متوفرة ورخيصة وفعّالة. 

العقبة اليوم – أظهرت دراسة عُرضت في الجلسات العلمية لارتفاع ضغط الدم 2025 التابعة لجمعية القلب الأميركية أن استخدام بدائل الملح ما يزال نادرًا جدًا، إذ لم يتجاوز 6% بين البالغين في الولايات المتحدة، رغم أنها وسيلة بسيطة وفعّالة لتقليل الصوديوم والمساعدة في ضبط ضغط الدم.

وتُظهر البيانات أن أكثر من 122 مليون بالغ أميركي (46.7%) كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم بين عامي 2017 و2020، ما أدى إلى أكثر من 130 ألف وفاة. الإفراط في تناول الصوديوم ونقص البوتاسيوم في النظام الغذائي هما من أبرز عوامل الخطر.

بدائل الملح تستبدل جزءًا من الصوديوم بالبوتاسيوم. ورغم أن طعمها قريب من الملح العادي، إلا أن تسخينها قد يمنحها مذاقًا مرًا. وتوصي جمعية القلب الأميركية بعدم تجاوز 2300 ملغ صوديوم يوميًا، ويفضل خفضه إلى أقل من 1500 ملغ خصوصًا للمصابين بارتفاع الضغط.

التحليل شمل بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES) بين عامي 2003 و2020، وضم أكثر من 37 ألف مشارك. وأظهر أن استخدام بدائل الملح بلغ ذروته بنسبة 5.4% في 2013-2014، لكنه انخفض إلى 2.5% بحلول 2020. حتى بين المرضى الذين يتلقون علاجًا لارتفاع الضغط، لم تتجاوز النسبة 10%.

ويحذر الباحثون من أن بعض المرضى، مثل المصابين بأمراض الكلى أو الذين يتناولون أدوية أو مكملات للبوتاسيوم، قد يتعرضون لمضاعفات خطيرة إذا استخدموا بدائل الملح دون استشارة طبية، حيث يمكن أن يؤدي فرط البوتاسيوم إلى اضطراب نظم القلب.

وقالت الباحثة يين ينغ وي، من المركز الطبي الجنوبي الغربي بجامعة تكساس في دالاس:

“يمكن لمقدمي الرعاية الصحية رفع الوعي حول الاستخدام الآمن لبدائل الملح عبر النقاش مع مرضاهم، خاصة الذين يعانون من ارتفاع ضغط دم يصعب السيطرة عليه.”

وأشار خبراء الجمعية إلى أن هذه النتائج تمثل “فرصة ضائعة وبسيطة لتحسين صحة القلب في أميركا”، إذ لم يتحسن معدل استخدام بدائل الملح منذ عقدين، رغم فعاليتها وسهولة الحصول عليها.

الدراسة ما تزال أولية، حيث عُرضت كملخص في مؤتمر علمي ولم تُنشر بعد في مجلة محكمة، ما يعني أن النتائج تحتاج إلى متابعة إضافية ونشر رسمي لمزيد من التوثيق.