كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي ملامح صناعة التصوير الفوتوغرافي

45

العقبة اليوم – يشهد عالم التصوير الفوتوغرافي تحولًا جذريًا مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي الرخيصة، حيث بدأت هذه التقنيات تفرض نفسها بقوة على سوق يعتمد تقليديًا على مهارات المصورين وخبراتهم. فبعد عقود من الانتقال من عصر الفيلم إلى الرقمي، ومع انتشار برامج تحرير الصور مثل فوتوشوب، يواجه المصورون اليوم تهديدًا وجوديًا مع قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج صور أصلية بالكامل، أكثر إقناعًا يومًا بعد يوم، وبكلفة ووقت أقل بكثير من جلسات التصوير الاحترافية.

في هذا السياق، يشير خبراء إلى أن مجالات مثل الصور الشخصية المخصصة للاستخدام المهني (Headshots) أصبحت مهددة بشكل خاص، إذ يمكن للأدوات عبر الإنترنت ابتكار صور لأشخاص بملابس لم يملكوها أو في أماكن لم يزوروها أصلًا، حتى أن إحدى الأدوات – Profile Bakery – تؤكد أن 92% من الناس لا يستطيعون التمييز بين الصور الحقيقية وتلك المولدة آليًا. ومع تزايد الضغوط المالية، يرى الأكاديميون أن كثيرًا من الأفراد والمؤسسات الصغيرة ستتجه نحو الحل الأرخص الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي.

الأمر لا يتوقف عند الصور الشخصية فقط، بل يمتد إلى الصور المخزنة (Stock Images)، حيث تكشف تقارير أن معظم الصور الجديدة للطعام باتت تُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك، ترجّح التوقعات أن العلامات التجارية الكبرى مثل Nike وApple ستظل حريصة على استخدام صور حقيقية للحفاظ على المصداقية في حملاتها الدعائية، تاركة المصورين المخضرمين في موقع قوة، فيما يزداد صراع المصورين المبتدئين لإيجاد فرص عمل.

لكن هذا التوجه لا يخلو من مقاومة، فالرغبة العامة في الأصالة ما تزال قائمة. الأستاذ في جامعة كولومبيا، نعيم محيمن، يؤكد أن التصوير البشري يكشف عن جوانب إبداعية وأخطاء وتنوع لا تستطيع الآلة محاكاتها، مشددًا على أن الصور المولدة آليًا تبدو مصقولة لكنها بلا روح. كما أن مجالات مثل تصوير حفلات الزفاف ستبقى عصية على هيمنة الذكاء الاصطناعي، في ظل حظر مؤسسات كبرى مثل Getty Images ووسائل إعلامية بارزة للصور المولدة تقنيًا.

ورغم هذه المخاطر، استفاد المصورون من الذكاء الاصطناعي عبر أدوات تدعم عملهم، مثل تحسين التحرير، تسهيل فرز الملفات، وتسريع إدارة الأرشيف. ومع ذلك، تبقى المعضلة الكبرى هي أن الكلفة المنخفضة والسرعة العالية تجعل الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي خيارًا جذابًا للشركات والأفراد، خصوصًا عندما يكون “المقبول كافيًا”.

قد يعجبك ايضا